![]() |
عبد الرحيم حميد الله - المغرب |
مقربات في هايكو الشتاء
بين الشقوق
سكون شتوي
بين الشقوق
تهمس الريح
![]() |
فائزة وشتاتي - تونس |
اختلف علماء العربية في وجود الترادف من عدمه،
بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك -وهذا هو الأصل- إلى أن زيادة حرف واحد فقط قد يقلب
المعنى والدلالة.
وبناء عليه، فالريح ليست هي الرياح من حيث
التذكير والتأنيث والمفرد والجمع والمعنى والمفهوم، لذا نجد في القرآن الكريم
"إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر" و "وأرسلنا الرياح
لواقح"؛ فالرياح مرتبطة بالخير، والريح مرتبطة بالشر. هذا ما نفهمه من إضافة
فعل الهمس للريح في سطر النص الأخير:
"تهمس الريح"
إن الذي يهمس يدبر شرا؛ لأن من معاني الهمس في
اللغة "الوسوسة"، ولا أدل على ذلك من قول الله تعالى: "فوسوس لهما
الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما". وشر الريح التدمير والهدم
وإزالة كل شيء. كل شيء..
ولكي تؤدي مهمتها بامتياز، تبحث الريح لها عن
مسار مناسب لن تجده إلا:
"بين الشقوق"
وقد ساعد في كل هذا ما يوفره فصل الشتاء،
بطبيعته المتقلبة المزاج من عواصف وأعاصير وأمطار، ومن:
"سكون شتوي"
لقد أبدع الهايكيست، من خلال هذا الهايكو، في
نقل بعض خصائص الكائن البشري السلبية، وإضفائها على الريح، ليقحمنا في تساؤلات
إبستيمولوجية محيرة عن علاقة الإنسان بأخيه الإنسان من جهة، وعن علاقة الإنسان
بالطبيعة القاسية من جهة أخرى.
وفعلا كان له ذلك.. فعلا..