إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية مقاربات في هايكو الخريف/

مقاربات في هايكو الخريف/

حجم الخط

 

حسام الدين قوادري



من ورشة 

هايكو الخريف










خريف

الورقة الساقطة للتو

ليست لشجرة

 


هايكو: خديجة وناس- المغرب

مقاربة: حسام الدين قوادري، هايجن من سوريا

 

أصح فصول السنة زمانا وأسهلها أوانا، وهو أحد الاعتدالين، بين الانقلابين. فصل الخريف هو الذي يأتي بذهاب السموم، وإياب الغيوم، واعتصار بنات الكروم، وتكاثر ألوان المشروب والمطعوم؛ وفيه يترقرق صفاء الأنهار، فتشبه القوابل بالأسحار فصل انتهاء أحلام العاشقين، فالقمر يهاجر ويتبعه ذوو الأحلام والآمال، ويبقى العاشق وحيداً على المفرق مع نفسه. ينظرون إليك أيها المظلوم وكأنك لص يسرق من الطبيعة من حضن أمها الدافئ، هل فعلاً تتحول فيه الطبيعة إلى وحش يلتهم كل شيء؟ فيه يهدأ شيء، وكأنها سيدة لفها الذهول بعد وداع مبلل بالدموع ورغم معرفتها بالجو المحيط إلا أن الملل جعلها تعطي أي معلومة بشكل ناقص، فالنص حدد فقط أن الورقة ليست من شجرة دون الإفصاح عن ماهيتها وهل هي ورقة وردة سقطت من يد عاشق أم من نبتة خريفية أم رسالة وداع لم تكتمل قراءتها، فالأوراق الساقطة بالخريف كثيرة..

هنا يبدو جمال الهايكو من خلال اليقظة المستمرة دون الإفصاح عن كل شيء وترك مساحة كبيرة للمتلقي ليكمل مالم يقل. نص جميل يستحق التأمل.


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق