![]() |
| بشرى ورد الخال- المغرب |
شعرية الزمن في هايكو المغيب
احتفاء على ضوء
شعرية المناخات المشهدية
مغيب-
كما لم يره أحد
مدَّ اليوم
بشرى ولد الخال- المغرب
وكأن
الراحلة كانت تستشعر ليس نهاية اليوم، بل كل النهايات.
هايكو ألفته الهايجن قبل رحيلها تحت
وقع مرض صامت. هايكو يصلنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، محمّلًا بشحنة وجدانية
خاصة. ولعل معرفة جزء من سيرة الهايجن لا تفرض قراءة محددة، لكنها تفتح في المتلقي
فسحة حسّية أوسع لاستقبال اهتزاز النص وسياقه.
من منظور مقاربة شعرية المناخات
المشهدية، يعمل هذا النص كلحظة صامتة حيث تبدو دورة الزمن وكأنها لمحة خاطفة أو
وهم بالامتداد قبل الأفول الحتمي. الغروب، الصامت والأزلي، يلمح بخفوت إلى
النهاية، وربما إلى نهاية الحياة، دون تدخل من الهاجن أو شرح.
إن كلمة "اليوم"، في نص
ورد الخال، ليس مجرد حضور وامتداد فيزيائي، بل زمن ينقضي في لحظة عابرة، كنسمة نخالها
مستمرة لكنها سرعان ما تتلاشى. مشهدية الهايكو تجربة للشعور بانصرام الزمن، ووعي
داخلي بهشاشة اللحظة. من قلب النص يشع مناخ شعري مرهف وشجي: زمن يمر، نهاية تقترب،
وضوء داخلي يظل حاضرا رغم ضغط أو تبدل الظروف.
تحية صامتة لروح هايجن بشرى و"هايكو العالم" في أجواء غروب رحيلها. رحيل يستمر صداه في "مدّ اليوم" بامتداد نفس الهايكو في وجدان ووعي متذوقيه. لروحها السلام.
