إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية 6- مقاربات في هايكو الشتاء: د. ملكو أحمد

6- مقاربات في هايكو الشتاء: د. ملكو أحمد

حجم الخط

 

ملكو أحمد[1]

 

عاصفة شتوية

تجتمع الأوراق اليابسة

بركة ماء

 



محمود الصالح- سوريا






وصلني النص هكذا خاليا من أي علامات ترقيم ولاسيما القطع، النص شبه متسلسل، مختزل تتخلله البساطة المطلوبة في النص الهايكوي، أولى الهايجن اهتماما بصورة الأوراق المتجمعة في البركة بالاعتماد على ما خلفته العاصفة الشتوية، فالصورة البعيدة أو الصورة الأولية هي صورة العاصفة وهي تضرب كل شيء في الأرجاء وتخلف تجمع الأوراق، وبرأيي المتواضع، كان الأجدر إنهاء السطر الأول بفاصلة منقوطة (؛)، مع أن الاحداث متسلسلة ليست منقطعة عن بعضها، ولكن العاصفة الشتوية لوحدها صورة كاملة تشترك فيها حاستا البصر والسمع وحتى حاسة اللمس التي نحس ببرودة العاصفة الشتوية من خلالها.


ويمكننا الاستدلال على موسمية النص عن طريق كلمة (شتوية) والسطر الأول يشكل مفتاحا للمشهد (بركة ماء غطتها الأوراق اليابسة) بفعل عاصفة جعلتها تتجمع في بركة الماء وسكنت هناك لأن البركة أكثر انخفاضا من سطح الأرض، وتلامس الأوراق مع ماء البركة جعلتها أثقل من وزنها فعصت على العاصفة إبعادها بعيدا مما تجمعت على سطح ماء البركة.


ومشهدية النص كالتالي (تجمعت الأوراق اليابسة في بركة ماء من جراء عاصفة شتوية). وما يحسب للهايجن هو حذفه لحرف الجر (في) من السطر الثالث ليكون المشهد وصفا لا خبرا يخبر به، وما يؤخذ عليه هو استخدام كلمة (تجتمع) بدلا من (تتجمع) لأن الاجتماع للعاقل حسب، والتجمع للعاقل وغير العاقل، وكان يمكنه تحويل الجملة كلها الى جملة اسمية وصفية (تجمّع الأوراق اليابسة) ليكون النص وصفيا خالصا ومتسلسلا خاليا من الأفعال، وهذا هو لب الهايكو وروحه.



[1] جامعي ومترجم ومدير نادي الهايكو الكردي من كردستان العراق


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق